الخارجية الأميركية لـ"الشرق": ملتزمون بدولة فلسطينية.. ولا بديل عن السلطة في غزة

أندرو ميلر: نعمل مع الشركاء على دعم مالي للفلسطينيين ورؤية لحل سياسي

time reading iconدقائق القراءة - 8
نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية أندرو ميلر. 18 يناير 2024 - الشرق
نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية أندرو ميلر. 18 يناير 2024 - الشرق
القدس-محمد دراغمة

قال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية أندرو ميلر، الخميس، إن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل عن قرب مع إسرائيل من أجل إنهاء المرحلة الحالية من الحرب في قطاع غزة، مضيفاً أنها تعمل أيضاً مع السلطة الفلسطينية لإدخال إصلاحات مالية وقانونية وسياسية، "تعزز ثقة المانحين والشعب الفلسطيني في كفاءة مؤسساتها".

وكشف ميلر في مقابلة خاصة مع "الشرق" في القدس، أن الإدارة الأميركية تعمل مع الإسرائيليين والعرب والأوروبيين على توفير دعم مالي للفلسطينيين، مترافقاً مع رؤية للحل السياسي، تضمن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

وأكد أن الإدارة الأميركية تعمل مع السلطة الفلسطينية بشأن إدارة قطاع غزة بعد الحرب بما يضمن وحدة الضفة والقطاع تحت السلطة الفلسطينية.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية لديها دور مركزي لتلعبه في غزة، لكن إسرائيل ترفض، ولديها تحفظات، لكن لا بديل عن ذلك".

متى تنتهي حرب غزة؟

وبسؤاله عن متى ستنتهي الحرب في غزة، أشار ميلر إلى أن "الولايات المتحدة كانت واضحة تماماً في دعوتها لإسرائيل للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب تكون أكثر دقة. مرحلة ذات أهداف محددة، وعليها أن تفعل كل ما في وسعها لحماية المدنيين، وفق القانون الدولي".

وأضاف: "لا نعرف متى ستنتهي الحرب، لكن من الضروري جداً أن تطبّق إسرائيل التزاماتها بموجب القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني".

ومضى يقول: "أميركا لعبت دوراً مركزياً في دخول مواد الإغاثة الإنسانية إلى مختلف مناطق قطاع غزة، وقد عيَّن الرئيس جو بايدن سفيراً خاصاً للشؤون الإنسانية هو ديفيد ساترفيلد وهو من أهم سفرائنا، إذ يتواجد هنا منذ اختياره لهذه المهمة في أكتوبر الماضي، ويعمل عن قرب مع الإسرائيليين والمصريين والأمم المتحدة على ضمان وصول المساعدات".

هل تدفع مشاهد القتل في غزة تل أبيب لوقف الحرب؟

وبشأن ما إذا كانت أعداد ومشاهد الضحايا من الأطفال والنساء تدفع أميركا للضغط على إسرائيل لوقف الحرب، قال ميلر إن "أعداد الضحايا في غزة كبيرة جداً، حتى ضحية واحدة هو عدد كبير، حياة الإنسان مقدسة، سواءً كان إسرائيلياً أو فلسطينياً أو أميركياً".

وأوضح أن "المشاهد القادمة من غزة تحطّم القلب، خاصة الأطفال والنساء، لهذا كنا حريصين على إدخال المواد الإغاثية والطبية، وعملنا بشكل حثيث مع إسرائيل ومصر والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية لضمان توفير العلاج وانتقال المصابين الذين يحتاجون العلاج بالخارج وضمان عودتهم".

ولفت إلى أن "أميركا تدرك حجم هذه المأساة، ونعرف أن أي حرب ستُسفك فيها دماء الناس لذلك نحن نحث إسرائيل، ونضغط عليها للانتقال إلى مرحلة أخرى مختلفة من هذه الحرب"، مضيفاً: "نريد أن نرى حملة مركزة بشكل أكبر، وعلى نحو يتم فيه تجنُّب الخسائر في صفوف المدنيين، ومساعدة النازحين في العودة إلى بيوتهم بما فيها شمال القطاع".

وبسؤاله عن الوقت المحدد لعودة سكان شمال القطاع، قال: "لا أستطيع الكشف عن طبيعة المحادثات الخاصة مع الإسرائيليين، لكننا أبلغناهم بضرورة أن يتم ذلك في أسرع وقت، ولدينا عدد كبير من المسؤولين الأميركيين الذين يأتون إلى هنا تباعاً لبحث كل الأمور المتعلقة بالحرب".

وأضاف: "نعلم أنه كلما طالت الحرب، كلما زاد الدمار، وزادت الحاجة إلى مساعدة غزة على التعافي. من المهم أن تنتهي الحرب كي ننتقل إلى المرحلة التالية، والتركيز على المستقبل، حيث نشهد قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".

ما مصير أموال المقاصة الفلسطينية؟

وبخصوص الموقف الأميركي من قيام إسرائيل باحتجاز إيرادات الجمارك الفلسطينية ما جعل السلطة الفلسطينية غير قادرة على دفع رواتب موظفيها، قال أندرو ميلر: "نحن نعرف الأزمة الحادة للسلطة الفلسطينية الناجمة عن قيام إسرائيل باقتطاع أموال المقاصة، وأيضاً الأوضاع الاقتصادية الفردية للفلسطينيين، لقد ضغطنا على إسرائيل بشدة للإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة، فهذه أموال فلسطينية، ولا يحق لتل أبيب احتجازها. الرئيس جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والمبعوثين الخاصين، جميعهم أثاروا هذه القضية مع المسؤولين الإسرائيليين".

وبشأن فرص توفير دعم مالي دولي للفلسطينيين لتلبية احتياجاتهم الناجمة عن الحرب، وما رافقها من إجراءات إسرائيلية عقابية، قال: "نحن نتحدث مع شركائنا الأوروبيين والعرب لدعم السلطة الفلسطينية، القوانين الأميركية تقيّد الدعم المالي الأميركي للسلطة الفلسطينية، وتجعل هذا الدعم محصوراً في الأجهزة الأمنية، وأيضا نحن نوفر أشكالاً أخرى من الدعم، لكن بالنسبة لشركائنا الذين لا يوجد لديهم مثل هذه القوانين المقيدة، فإننا نعمل معهم عن قرب لدعم السلطة الفلسطينية لتحقيق الاستقرار".

قرارات فلسطينية خالصة

وبشأن المطالب الأميركية من السلطة الفلسطينية الخاصة بإجراء إصلاحات، قال أندرو ميلر: "السلطة الفلسطينية تدرك أهمية الإصلاحات، فهي ضرورية لتعزيز شرعيتها بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، وهي ضرورية لرفع كفاءة مؤسساتها في تقديم الخدمات للمواطنين".

وأضاف: "هذه قرارات فلسطينية خالصة، وهم (السلطة الفلسطينية) يعرفون الخطوات المطلوبة للإصلاح، وضم أصوات جديدة ووجوه جديدة أكثر تمثيلاً لشرائح الشعب الفلسطيني إلى الحكومة. هناك حاجة لحزمة من الإصلاحات المالية والقانونية، وكان لدينا مناقشات مكثفة مع السلطة الفلسطينية بخصوص هذه الإصلاحات. نحن ندعم السلطة الفلسطينية للقيام بهذه الخطوات".

وتابع ميلر بقوله إن "قيام السلطة الفلسطينية بالإصلاحات سيسهل عملنا في جذب الدعم المالي لها من المجتمع الدولي، بحيث يكون لدى المانحين ثقة أكبر بفاعلية السلطة ومؤسساتها".

الدول العربية تطالب بضمانات

وقال ميلر إن الدول العربية تبدي استعدادها لدعم الشعب الفلسطيني في إعادة إعمار غزة لكنها تطالب بضمانات، من بينها وجود حل سياسي يضمن الاستقرار، مضيفاً: "أميركا ملتزمة بإنشاء دولة فلسطينية. نحن ندرك أنه لا يوجد شيء اسمه سلام اقتصادي، ولا يوجد إصلاح سريع لغزة والضفة الغربية، وهناك حاجة إلى إعادة توحيدهما تحت السلطة الفلسطينية، ونحن في حاجة إلى فتح طريق للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية".

وأضاف: "هذه عملية قد تستغرق وقتاً، لكن يجب السعي لتحقيقها. هناك إدراك لحجم المخاطر والأوضاع، لكننا ملتزمون بالعمل مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للوصول إلى هذه النتيجة".

هل تمارس أميركا الضغط على إسرائيل؟

وبشأن عدم قيام واشنطن بممارسة ضغط ملموس على إسرائيل، قال ميلر: "نبحث معها كل هذه الأمور ضمن العلاقة الخاصة التي تربط بين بلدينا منذ 76 عاماً، ونعتقد أن من مصلحتها القيام بخطوات لدعم استقرار الضفة الغربية وغزة، وتعزيز دور السلطة الفلسطينية، وإعادة توحيد الضفة والقطاع، وتسهيل إقامة الدولة الفلسطينية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وهذا من مصلحة تل أبيب كما هي الحال بالنسبة للفلسطينيين والعرب".

وأشار إلى أنه "لدينا مباحثات مباشرة مع الإسرائيليين بشأن ذلك الأمر، وهي عملية يجب أن تستمر. أعتقد أن هناك خطوات لا بد من القيام بها بهذا الخصوص". 

وبسؤاله عما إذا كان علينا أن نتوقع عملية سياسة مختلفة عن سابقتها بعد هذه "الحرب الدامية"، قال أندرو ميلر: "الحكومات الأميركية المتعاقبة تتعلم من تجاربها الجيدة، تستخلص العبر، وحيث إننا لم ننجح في التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي حتى اللحظة، فقد نجحنا في مناطق أخرى، نحن دائماً ندرس تجارب الماضي. هناك مثل أميركي يقول: لا ترمِ الطفل مع مياه الاستحمام".

وأكد ميلر: "سنواصل هذا العمل بالتعاون مع شركائنا الإسرائيليين والفلسطينيين والأوروبيين والعرب والأمم المتحدة، وفي النهاية، كما قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، نحن نؤمن أن الطريق الأفضل لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية هو من خلال إطار إقليمي واسع، ونحن نأمل أن يخلق ذلك دافعاً لدى مختلف الأطراف لاتخاذ خطوات صعبة، وهذا ينطبق على الإسرائيليين وعلى الفلسطينيين والأميركيين ودول أخرى. لدينا إيمان عميق بتحقيق التقدم".

تصنيفات

قصص قد تهمك