شبح المجاعة يلوح في غزة.. ماذا تعني ومن يقرر حدوثها؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
أطفال فلسطينيون خلال حصولهم على طعام في مخيم للنازحين جنوبي قطاع غزة بينما تستمر الغارات الإسرائيلية على القطاع. 5 مارس 2024 - AFP
أطفال فلسطينيون خلال حصولهم على طعام في مخيم للنازحين جنوبي قطاع غزة بينما تستمر الغارات الإسرائيلية على القطاع. 5 مارس 2024 - AFP
دبي/ نيويورك -الشرقرويترز

حذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، الثلاثاء، من أن المجاعة واسعة النطاق في غزة، باتت نتيجة "شبه حتمية" إذا لم يتم التحرك لتجنبها، فيما يموت الأطفال في شمال القطاع بسبب الأمراض المتربطة بسوء التغذية.

ومن المتوقع أن تخلص الجهات المعنية إلى نتيجة رسمية الأسبوع المقبل بأن المجاعة وصلت إلى القطاع الساحلي الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.

من جانبه، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن الجوع وصل إلى مستويات كارثية في شمال قطاع غزة، حيث يموت الأطفال بسبب الأمراض المرتبطة بالجوع ويعانون من مستويات حادة من سوء التغذية.

وأضاف أن عملية الإغاثة الضخمة تتطلب المزيد من نقاط الدخول إلى غزة، بما في ذلك من الشمال، واستخدام ميناء إسدود الإسرائيلي، مشدداً على الحاجة إلى وقف عاجل لإطلاق النتار لإنجاح هذه العملية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الثلاثاء، إن العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة، أبلغوا عن ظروف صعبة للغاية وسط ارتفاع مستوى النزوح والاكتظاظ في الملاجئ.

ما هي المجاعة ومن يعلنها؟

يتم تقييم المجاعة وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة مكونة من أكثر من 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة وهيئات إقليمية وجماعات إغاثة.

وإعلان المجاعة يعني أن 20% على الأقل من السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء، ويعاني طفل من كل 3 أطفال من سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان من كل 10 آلاف شخص يومياً بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.

وأُعلنت المجاعة مرتين خلال السنوات الـ13 الماضية: في الصومال عام 2011، وفي مناطق من جنوب السودان عام 2017.

ما هو التقييم الحالي في غزة؟

أشار التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في أواخر ديسمبر الماضي، إلى أن الوضع في غزة تجاوز بالفعل عتبة 20%.

وذكر أن العتبتين المتبقيتين، وهما عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد، وعدد الأشخاص الذين يموتون يومياً من الجوع أو من سوء التغذية والمرض "قد يتم تجاوزهما أيضاً في مرحلة ما" من الشهور المقبلة.

وأضاف: "هناك خطر حدوث مجاعة في الفترة حتى مايو 2024، إذا استمر الوضع الحالي أو ازداد سوءاً".

وقالت الأمم المتحدة في فبراير، إن أكثر من ربع سكان غزة "يواجهون بحسب التقديرات مستويات كارثية من الحرمان والجوع".

وذكرت أنه إذا لم يتم التحرك قد يصبح انتشار المجاعة على نطاق واسع "شبه حتمي".

ومن المقرر أن يصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تحليلاً جديداً للوضع في غزة، بحلول منتصف مارس.

ماذا يعني إعلان المجاعة؟

رغم أن إعلان المجاعة لا يؤدي إلى أي استجابة رسمية، قد يساعد في تركيز الاهتمام العالمي على كيفية المساعدة. لكن كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "بمجرد إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات بالنسبة لناس كثيرة".

وتعتبر الأمم المتحدة، إسرائيل، القوة المحتلة في غزة، وتقول إن مسؤولية تسهيل العمليات الإنسانية داخل القطاع تقع على عاتق الجيش الإسرائيلي.

وتنص اتفاقيات جنيف لعام 1949، فيما يتعلق بقوانين الحرب على أنه "من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، على تزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية".

ما سبب التدهور الشديد للوضع الإنساني في غزة؟

يتم حالياً تسليم المساعدات إلى جنوب غزة من خلال معبر رفح عبر مصر ومعبر كرم أبو سالم عبر إسرائيل.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إنه خلال شهر فبراير، تسنى إدخال ما يقرب من 97 شاحنة في المتوسط إلى غزة يومياً، مقارنة بحوالي 150 شاحنة يومياً في يناير، وهو أقل بكثير من الرقم المستهدف أن تصل إليه عدد شاحنات المساعدات يومياً، 500 شاحنة.

ووصفت الأمم المتحدة، وصول المساعدات بأنه "لا يمكن التنبؤ به وغير كاف"، وألقت باللوم في ذلك على العمليات العسكرية وانعدام الأمن والقيود واسعة النطاق على تسليم الإمدادات الأساسية.

وتشير الأمم المتحدة على وجه التحديد، إلى إغلاق المعابر الحدودية والقيود المشددة على الحركة، ومنع الوصول، وإجراءات التدقيق المرهقة والمخاطر الأمنية والحوادث التي يرتكبها مدنيون بائسون وانهيار القانون والنظام والقيود على الاتصالات ومعدات الحماية.

وقالت إسرائيل إنها ملتزمة بتحسين الوضع الإنساني في غزة، وإنه لا توجد حدود للمساعدات المقدمة للمدنيين. وألقت باللوم على الأمم المتحدة في أي مشكلات تتعلق بالتسليم، قائلة إن القيود المفروضة على كمية ووتيرة وصول المساعدات تعتمد على قدرة الأمم المتحدة والوكالات الأخرى.

ووفقاً لآخر تقييم أممي، فإن حوالي 340 شخصاً يتشاركون في مرحاض واحد في غزة، وهناك حمام واحد لحوالي 1300 شخص في المتوسط، وأن أكثر من 80% من الأسر في غزة تفتقر إلى المياه الآمنة والنظيفة.

واستجابة لذلك، قامت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بتوفير الوقود لتشغيل آبار المياه العامة والخاصة ومحطات تحلية المياه.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، إن المنظمة قامت أيضاً بتسليم أكثر من 50 مجموعة أدوات صحية طارئة لأكثر من نصف مليون شخص.

تصنيفات

قصص قد تهمك